الحروف التي تجرّ الظّاهر والمضمر من حروف المعاني العاملة، دلالاتها ووظائفها في ديوان عُروة بن الورد ..

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ محاضر بجامعة جازان

10.21608/jcia.2025.464566

المستخلص

إنّ دراسة الحروف في لسان العرب ليست عملا يسيرا يُقضى في عجالة، ولا هي باب من أبواب النحو يُتناول في سطور معدودات، وإنّما هي رحلة في صميم اللغة، وفي أعماق الفكر العربي الذي صاغ من الأداة الصغيرة معنى يتسع للدنيا وما فيها. ومن هذه الحروف ما كان له سلطان على الجملة، ووقع في الأسلوب، وهو حرف الجر الذي به يتماسك البناء النحوي، وتنتظم دلالة القول انتظام السلك في الجوهر.
وقد شاءت الباحثة أن تتخذ من ديوان عروة بن الورد ميدانا لتتبّع هذه الحروف، فهو شاعر الصعلكة، ولسانه مرآة لبيئة قاسية صاغت لغتها من لهيب الصحراء ووجع الحاجة. ففي شعره تتجلى حروف الجرّ كأنها أوتار مشدودة، تنقل المعنى من حال إلى حال، وتربط بين الفعل والفاعل والمفعول في توازن دقيق. ومن خلال ذلك، أرادت أن تكشف عن دلالات هذه الحروف ووظائفها النحوية والمعنوية، لتبيّن كيف تتسع الأداة الصغيرة لألوان من المعاني، وكيف تتحوّل من حرف بسيط إلى أفق من التعبير والبيان.
ولم تقف الباحثة عند ظاهر التركيب، بل نفذت إلى جوهر الاستعمال، فوازنت بين آراء النحاة من بصريين وكوفيين، واستخرجت شواهدها من الديوان، مبيّنة ما حمله كلّ حرف من إيحاء وسياق. ومن هنا كان البحث ليس في النحو وحده، بل في العلاقة بين اللفظ والشعور، بين القاعدة والذوق، بين اللغة والحياة. فهو بحث يجمع بين دقة الصناعة، وعمق الفهم، وإحساس بالبيان العربي كما أراده الأوائل أن يكون: نغما ومعنى، علما وفنا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

مجلة کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور
المجلد 10، العدد 1
الإصدار الثالث الجزء الأول (سبتمبر) 2025م
سبتمبر 2025
الصفحة 123-189

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات