أستاذ البلاغة والنقد- أستاذ مساعد قسم اللغة العربية كلية اللغات والعلوم الإنسانية بريدة جامعة القصيم المملكة العربية السعودية
10.21608/jcia.2025.447803
المستخلص
يتناول هذا البحث السّمات الجماليّة والخصائص التصويرية للكناية في القرآن الكريم، بهدف الكشف عن أنواعها وأغراضها البلاغية وسماتها التصويرية، وبيان دورها في تصوير الحالات النفسية وإثراء المعاني، لذلك جاء البحث في ثلاثة مباحث: يتناول المبحث الأول مفهوم الكناية وتطور مفهومها من خلال كتب السابقين ومصنفاتهم وآرائهم، ويتحدث المبحث الثاني عن جماليات كناية الصفة في القرآن الكريم، وقد تناولتها من خلال مجموعة من الآيات القرآنية، أما المبحث الثالث، فقد أفردته لجماليات كناية الموصوف، وربما يتساءل القارئ لِمِ لَمْ يتناول البحث الكناية عن النسبة؟ فالكناية عن النسبة شبيهة بالكناية عن الصفة لأنها تهتم بنسبة الصفة للموصوف من خلال لوازمه، لذلك كان التركيز على الكناية عن الصفة، واستخدم الباحث في البحث المنهج المتكامل الذي يعتمد المنهج الفني أساساً للدراسة والتحليل، بجانب المناهج الأخرى لتوضيح الدلالات التاريخية والنفسية.
وتوصل البحث إلى أن الكناية من المباحث المهمة حيث أفرد لها السابقون فصولا في مصنفاتهم، وأن للكناية إشعاعات جمالية واسعة تشمل اللفظ والمعنى والصورة والأسلوب، وهي أداة جمالية فاعلة تستخدم لأغراض فنية متعددة، منها: الإيجاز، والتلطف، والتعريض، وإثارة الذهن، والتأثير الوجداني، وتجسيد المعاني المجردة وتشخيص الحالات النفسية. ويؤكد البحث على أهمية فهم الدلالات الكنائية بعمق لأن ذلك الفهم يسهم في فهم آيات القرآن الكريم وتذوق جمالياتها الدقيقة المستترة، لذا أشار البلاغيون جميعاً إلى أن الكناية فن دقيق لطيف المسلك وغاية سامية لا يرتقي إلى آفاقها العليا إلا من لطُف طبعُه وصفت قريحتُه وسمت نفسُه واتسع خيالُه، كما ذكروا أنها أبلغ من التصريح لما تشتمل عليه من حقيقة مصحوبة بدليلها وتصوير وتجسيد وإيماء ورمز وإشارة.