دلالة السياق وآثرها في دلالتي الأمر والنهي >

الملخص :
إن من أهم الموضوعات الأصولية دلالة السياق، ولقد اعتنى علماء الأصول بعلم البيان عناية فائقة؛ لكونه يبحث في طرق الدلالة المختلفة من الوضوح والبيان، والاستعارة والكناية، ولاشتمال نصوص الشرع على تلك الخواص والطرق التي لا تُعرف إلا من علم البيان، كان لزاما على الواقف على تمام مراد هذه النصوص إلى هذا العلم، ومن الدلالات الأصولية التي أخذها الأصوليون عن علم البيان دلالة السياق، وهي دلالة بالغة النفع في فهم مراد الله تعالى ومراد  رسوله ه ولهذا اعتبرها العلماء في استنباط الأحكام من أدلتها، فهي تبين المجمل، وتخصيص العام، وتقييد المطلق ....الخ.    
*- ولقد أدرك العلماء أهمية دلالة السياق وأولوها عناية كبرى في التطبيق، ولها فوائد كثيرة منها: فهم مقاصد الشارع، فهي ترشد إلى مقاصد الشارع من تشريعاته، وتعين على تنزيل الكلام على مقصوده، وأن الغفلة عنها تؤدي إلى الخروج عن مقصود النصوص، ومن هذه الفوائد: الترجيح بين الأقوال المتعارضة، وتقوية القول الراجح، وتضعيف المخالف، ولدلالة السياق أثارا أصولية كثيرا في الأمر والنهي، والحقيقة والمجاز، وفي المنطوق، والمفهوم، وفي العام والخاص، وغيرها من الموضوعات الأصولية المختلفة، وقد اخترت منها آثارها في الأمر والنهي لأهميتهما، ومن هذا يظهر: أن دلالة السياق تتطلب دراية بعلم أصول الفقه وقواعده، فرأيت من الضروري إفراد هذه الدلالة بالدراسة والوقوف على الضوابط الأصولية التي يجب مراعاتها، في بحثٍ علمي صين، فكتبت في بحثا، وقسمته إلى مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة، وذكرت في المقدمة أهمية دلالة السياق وفائدتها، وأسباب اختياري للموضوع، وخطة البحث، ومنهجي فيه، وذكرت في المبحث الأول مفهوم دلالة السياق، وأقسامها وحجيتها، وذكرت في المبحث الثاني ضوابط، وعمل، وموانع دلالة السياق وذكرت في المبحث الثالث أثر دلالة السياق في دلالتي الأمر والنهي، ثم ذكرت الخاتمة وفيها أهم نتائج البحث، وفهارسه العلمية.