الملخص:
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على بعض حروف المعاني الأحادية الزائدة كـ( الباء، واللام، والواو، والفاء، والكاف)، ومعرفة أحكامها، ومواضع زيادتها، وأسباب تلك الزيادة، والإشارة إلى أن الحروف الزائدة لا تقل أهمية عن الحروف غير الزائدة، فلها من العمل والتأثير في المعنى ما لا يقل عن غيرها من الحروف، والحرف الزائد في كلام العرب فائدته إما معنوية و إما لفظية، فالمعنوية تفيد زيادة تأكيد المعنى كزيادة "الباء" في خبر "ليس" ، فإنها تقوي المعنى الثابت في الجملة وتؤكده ، وأما الفائدة اللفظية فإنها تزين اللفظ ويصبح الكلام بزيادتها أفصح، أو بزيادتها تجعل الكلام مهيأً لاستقامة وزن الشعر أو حسن السجع.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تقتصر على دراسة حروف المعاني الأحادية الزائدة، ولم أجد - فيما وقع بين يدي- بحثًا انفرد بدراستها، وحصر مواضع زيادتها، وخلاف النحاة فيها، و بيان أثر تلك الحروف الزائدة في المعنى، ودلالتها على معانٍ لم تؤدها إلا في حال زيادتها .
واعتمدت في دراستي هذه على المنهج الاستقرائي الوصفي، وذلك بتتبع ما اختير من حروف المعاني الأحادية الزائدة، وجمعها وحصرها من مظانها المختلفة - وإنما اقتصرت على هذه الحروف( الباء، واللام، والواو، والفاء، والكاف)؛ لضيق المقام عن الإحاطة بها جميعا- ووضعت لكل مبحث العنوان المناسب له، مرتبة لها وفق ورودها في كتب المعاني التي تحدثت عنها، وتوصلت من دراستي هذه: إلى أن بعض حروف المعاني الأحادية تتردد بين الحرفية والاسمية، وبين الزيادة وعدمها، وإذا تردد الحرف بين الزيادة وعدمها، فالأولى حمله على عدم الزيادة، وإذا دخل حرف على آخر في أول الجملة لغرض التأكيد، فالأولى بالزيادة هو الثاني ؛ لأن الزائد لا يبتدأ به .